دليل شامل للآباء حول ظاهرة التنمّر الإلكتروني
مقدمة حول التنمّر الإلكتروني
يزداد تغلغل التكنولوجيا الرقمية في مجتمعاتنا بسرعة كبيرة، وباتت الغالبية العظمى من الأفراد تتنقل وبحوزتها جهاز واحد على الأقل. يحمل هذا الأمر العديد من المزايا، إذ يتيح للأشخاص الحصول على المعلومات بصورة لحظية والتواصل مع معارفهم في محيطهم الاجتماعي وفي محيط العمل. كما أنه مفيد لأداء المهام والأنشطة اليومية كتحديد أوقات السفر ومعلومات المواقع والطقس، وسيتواصل هذا الاتجاه مع استمرار تطوير تكنولوجيا جديدة.
خلال عام 2015، كان نحو 68% من الأمريكيين يملكون أجهزة ذكية، فيما كانت نسبة الأشخاص الذين يملكون أجهزة لوحية تبلغ 45%، حسب تقديرات مركز PEW للأبحاث، ولا شك أن هذا الرقم قد ارتفع منذ ذلك الحين. تقول 85% من الأمهات أنهن تستخدمن التكنولوجيا لإبقاء أطفالهن منشغلين، فيما تصل نسبة البيوت الأمريكية التي يوجد بها جهاز لوحي إلى 83%، بينما تصل نسبة البيوت التي توجد بها أجهزة ذكية إلى 77%. كما يملك 86% من الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و 29 هواتف ذكية، ومن المتوقع أن العديد من الأطفال والمراهقين سيملكون جهازاً ذكية وجهازاً لوحياً، مع استخدام جهاز حاسوب إما في المنزل أو في المدرسة أو في مقاهي الإنترنت في نفس الوقت. يمكن القول إن الأجهزة التكنولوجية وجدت لتبقى معنا، وأنها قادرة على ترك أثر إيجابي أو سلبي حسب استخدامنا لها.
لسوء الحظ، هناك العديد من المساوئ المرتبطة بالاطلاع المستمر على المعلومات الرقمية، وتعتبر ظاهرة التنمّر الإلكتروني إحدى هذه المساوئ. فعندما يُساء استخدام التكنولوجيا وتُستخدم للتحرش بأحد الأفراد أو التمييز ضده، لا يمكن القول إن التواصل المستمر على مدار الساعة مع التكنولوجيا الرقمية يمثل ميزة، بل يتحول الأمر إلى وضع رهيب يتعرض فيه الأطفال إلى التنمّر على مدار الساعة ويصبحون أسرى للخوف من مجرد تشغيل أجهزتهم مخافة الاطلاع على ما قد يعثرون عليه فيها. وهنا يأتي دور الآباء في أن يكونوا متيقظين للأخطار المصاحبة للاستخدام المفرط لهذه الأنواع من التكنولوجيا.
ما هو التنمّر الإلكتروني؟
قد يصعب تقديم تعريف تقني دقيق لما يمكن اعتباره تنمّراً عبر الإنترنت، ويعود سبب ذلك إلى أن التنمّر الإلكتروني غالباً ما يكون ظاهرة ذات طابع شخصي، فالمتنّمر قد لا يدرك أن ما يقوم به يعتبر تنمّراً، بل قد يظن أن أفعاله لا تعدو كونها مجرد مزحة، وأن الضحية قد يكون ببساطة أكثر حساسية من الآخرين. وكما هو الحال مع التنمّر المباشر الذي يحدث وجهاً لوجه، قد تكون مهمة فهم وتشخيص التنمّر الإلكتروني بالغة الصعوبة.
قدمت جامعة تولاني تعريفاً بسيطاً، إذ قالت أن التنمّر الإلكتروني هو ببساطة نوع من أنواع التنمّر يحدث عبر الوسائط الرقمية، وتشمل هذه الوسائل بصورة أساسية شبكات التواصل الاجتماعي وبرامج الدردشة. كما أن التنمّر الإلكتروني كثيراً ما يكون مجهولاً، فضلاً عن أنه قد يحدث ضمن المجموعات أو بين الأفراد.
انتقل التنمّر العادي إلى الفضاء الإلكتروني، وبات من السهل على من يمارسون التنمّر ارتكاب أفعالهم. لكن ما يثير القلق بوجه خاص هو أن الطفل الذي يقع ضحية التنمّر لا يجد ملاذاً آمناً سواءً في المنزل أم في أي مكان آخر، فطالما يحمل معه جهازاً متصلاً بالإنترنت، لن يجد أي مهرب من ذلك، وبذلك انتقلت مشكلة كانت تعد في السابق ظاهرة محصورة في نطاق ساحة الملعب المدرسي إلى ظاهرة يمكن أن تحدث في أي مكان وأي زمان بفضل التكنولوجيا.
لا توجد في الوقت الراهن قوانين تمنع التنمّر الإلكتروني. ففي الولايات المتحدة مثلاً، لا توجد سبل انتصاف قانوني على المستوى الفدرالي، لكن معظم الولايات الأمريكية أضافت إلى قوانينها القائمة بنوداً تتعلق بالتنمّر الرقمي. قد يكون من الصعب إيجاد حل للتنمّر الإلكتروني بسبب طبيعته، فهو يتعلق بشخصين في سن صغيرة جداً ولا يعرفان عواقب أفعالهما، وبالتالي تكون الوسائل القانونية غير مناسبة للغاية في العادة، حتى في حال وجود قضية قانونية. لذا يجب على المدرسة بذل أقصى ما في وسعها للتوعية ضد التنمّر الإلكتروني والحيلولة دون وقوعه أينما أمكن. كما ينبغي تقييد استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والمواقع الأخرى داخل المدارس. وعندما يتم الإبلاغ عن وقوع حالات تتعلق بالتنمّر الإلكتروني، يتوقع من جميع المدارس إجراء تحقيق شامل ومتابعة الأمر حتى النهاية، علاوة على توفير الدعم للآباء وأولياء الأمور طوال مراحل العملية.
ينتشر التنمّر الإلكتروني بصفة خاصة في أوساط الفئة العمرية التي تتراوح بين 9 و 14 عاماً، وحسب موقع Cyber Bully 411، تحدث 40% من حالات التنمّر الإلكتروني عبر برامج المراسلة الفورية، فيما تقع 29% منها في الألعاب الإلكترونية، بينما تستأثر شبكات التواصل الاجتماعي بنحو 30% من الحالات. وعندما يتلعق الأمر بألعاب الفيديو، لا يأخذ التنمّر الإلكتروني الطابع الشخصي في العادة، حيث يستعمل اللاعبون الأكبر سناً ألفاظاً مسيئة في حال “قتلهم” على يد شخص ما في ألعاب إطلاق النار، أو في حال عدم تصرف لاعب آخر وفقاً للقواعد المتبعة عموماً من وجهة نظر اللاعب المستاء. كثيراً ما تترك ألعاب الفيديو هذه آثاراً سلبية على شخصية الفرد وتحوّله إلى شخص أكثر عدوانية، لا سيّما ألعاب إطلاق النار. ولأن هذه الإساءة عادة ما تكون لفظية وتصل إلى المتلقي عبر سماعة، لا يتوفر سجل يفيد بوقوعها، وبالتالي فإن الطفل أو المراهق قد لا يتمكن من التعرف على الشخص لأن المتنمّر قد يكون في أي مكان من العالم.
اتجاهات وإحصاءات التنمّر الإلكتروني
هناك عدد من إحصاءات التنمّر الإلكتروني التي ينبغي ملاحظتها، وهي بمثابة دليل قوي على أن التنمّر الإلكتروني بات يتحول إلى ما يشبه الوباء، وهي مصدر قلق كبير وليست أمراً يمكن الاستخفاف به أو يمكن اعتباره مجرد مرحلة “سيتجاوزها الطفل عندما يكبر”.
- 34% من طلبة المدارس سيتعرضون للتنمّر الإلكتروني في مرحلة ما من حياتهم.
- الفتيات معرضات بواقع الضعف للوقوع ضحية للتنمرّ عبر الإنترنت.
- يزيد خطر الاكتئاب لدى ضحايا التنمّر الإلكتروني عن غيرهم، حتى بالمقارنة مع ضحايا التنمّر التقليدي الذي يحدث وجهاً لوجه.
- الأطفال معرضون للوقوع ضحية للتنمّر الإلكتروني على يد أصدقائهم أكثر من الغرباء بواقع 7 أضعاف.
- الأطفال الذين يتعرضون للتنمّر الإلكتروني هم عرضة للوقوع ضحية للاحتيال المتصل الهوية بواقع 9 أكثر من غيرهم.
- 70% من الطلبة يبلغون عن مشاهدتهم لحالات متكررة من التنمّر الإلكتروني.
في الواقع لا يستخدم من يمارسون التنمّر الإلكتروني الشبكة العنكبوتية للعثور على ضحايا، بل يستخدمون التكنولوجيا الرقمية لممارسة التنمّر على الأشخاص الذين يتنمّرون عليهم أصلاً في المدرسة. حسب دراسة أجرتها Warwick، 99% من الطلبة قد تعرضوا للتنمّر بغض النظر عن التكنولوجيا الجديدة، مما يعني أن الرقمنة لم تضف سوى نسبة إضافية. ما يدل عليه هذا الأمر في الحقيقة هو أن التكنولوجيا الرقمية ليست المشكلة بحد ذاتها، بل إنها تجعل مشكلة موجودة أصلاً أكثر سوءاً. وفي حال أمكن حل المشكلة في المدرسة، فإنها لن تحدث في المنزل، فالمنصات الرقمية ليست سوى أداة للوصول إلى الضحايا موجودين أصلاً. تتشابه إحصاءات المراهقين المتعرضين للتنمّر الشخصي المباشر أو عبر الإنترنت إلى حد بعيد، إذ تتفاوت الأسباب الأكثر شيوعاً التي يسردها الطلبة كعوامل مؤدية إلى التنمّر بين المظهر (27%) والعرق (10%) والإثنية (7%) والجنس (7%) والإعاقة (4%) والدين (4%) والتوجه الجنسي (3%) حسب تقرير المركز القومي للإحصاءات التعليمية في عام 2017.
هناك اتجاه آخر بات يبرز مؤخراً، وهو أن الأشخاص الذين تعرضوا للتنمّر يمارسون بدورهم التنمّر على أشخاص آخرين. كما أن الفتيات أكثر عرضة للإبلاغ عن تعرضهن للتنمّر الإلكتروني، والغالب الأعم أن التنمّر الإلكتروني يحدث عندما يُنظر إلى الشخص الآخر على أنه مختلف عن البقية بصورة أو بأخرى. كما أن السياق الثقافي المحيط بالمدرسة المعنية قد يكون له أثر على ما إذا كان الطفل سيتعرض للتنمّر أم لا.
بصورة عامة، هناك 4 أنواع رئيسية من التنمّر، وهي التنمّر عبر شبكات التواصل الاجتماعي والتحرش والحرق والإقصاء. يشمل التنمّر عبر شبكات التواصل الاجتماعي كافة أنواع التنمّر التي تحدث على هذه الشبكات، ومن بينها فيسبوك وتويتر. أما التحرش فهو تكرار تهديدات سلبية يمكن أن تحدث عبر قنوات مختلفة، سواءً ضمن مجموعات أم بصورة فردية. بدوره يتمثل الحرق في التشهير والإذلال العلني لأشخاص بعينهم، وذلك لكي يراه الآخرون سواء على شبكة الإنترنت أم خارجها. يحدث الإقصاء عندما يتم تجاهل الفرد أو لا توجه إليه الدعوة لحضور المناسبات الاجتماعية، وبعدها تجري السخرية من الضحية بين أفراد المجموعة دون علمه. يعتبر الحرق أكثر أنواع التنمّر إذلالاً وقد تبقى آثاره مع الطفل أو المراهق مدة أطول من غيره، ويتوقف ذلك على طول فترة استمراره. غير أن الإقصاء قد يكون النوع الأصعب من حيث العثور على أدلة تدل على وقوعه وتشخيصه، لأنه يكاد يكون من المستحيل إثباته. على سبيل المثال، قد يُحذف أحد الأشخاص من قائمة الأصدقاء أو لا توجه إليه دعوة لحضورة مناسبة معينة، وهذا الفعل لا يمثل بعينه مخالفة ارتكبها الطفل أو الطالب. وثمة ملاحظة أكثر إيجابية مما أشرنا إليه، وهي أنه رغم تنامي التنمّر الإلكتروني، إلا أن التنمّر الجسدي ظل يشهد تراجعاً بوتيرة ثابتة منذ سنوات عديدة. وإلى جانب أنه كان أكثر شيوعاً في العقود الماضية، يضاف إلى ذلك أن العنف الجسدي بات أقل بكثير مما كان عليه الأمر سابقاً، إذ تشير تقارير مكتب إحصاءات العدل الأمريكي إلى أن جرائم العنف ضد المراهقين بلغت أدنى مستوياتها في عام 2014. زيادة على ذلك، وجدت دراسة أجرتها إدارة التعليم الابتدائي والثانوي تسجيل انخفاض بنسبة 22% في حالات التنمّر في ولاية مساتشوستس بين عامي 2003 و 2011. غير أن الصعوبة في التنمّر الإلكتروني تتمثل في أنه يحدث بصورة أكثر تكراراً من غيرها على برامج المراسلة الفورية، فهذه البرامج مشفرة وذات خصوصية، ومنها برامج فيسبوك ماسنجر وواتساب ولاين وويتشات وسنابتشات. لذا لا توجد سجلات حقيقية يمكن الاطلاع عليها ما لم تأخذ الجهاز من طفلك وتلقي نظرة على الرسائل وتقوم بالتقاط صورة عنها، مع العلم أن تسجيل رسائل البريد الإلكتروني والتعليقات في المواقع العامة أسهل بكثير من غيرها.
وحسب مركز مكافحة الأمراض، يتعرض 15% من طلبة المدارس الثانوية للتنمّر، فيما يتعرض 20% من الطلبة للتنمّر داخل مرافق المدرسة. وحسب مركز أبحاث التنمّر الإلكتروني، سجلت نسبة الأشخاص الذين تعرضوا للتنمّر عبر الإنترنت في مرحلة معينة من حياتهم زيادة بواقع الضعف تقريباً بين عامي 2007 و 2016.
كيفية الوقاية من التنمّر الإلكتروني
بات التنمّر الإلكتروني يتحول إلى مصدر قلق على نحو متزايد، لكن لحسن الحظ بُذلت جهود من أجل عرضه أمام الرأي العام وهناك عدد من الخطوات التي يمكن اتخاذها للحيلولة دون وقوعه.
يتمثل دور الوالد في المراقبة المستمرة لمشاعر طفله أو ابنه المراهق وأفكاره، وملاحظة الأمر إن ظهرت على الطفل علامات الاكتئاب أو بدأ يتصرف بغرابة. إن أخبرك طفلك أنه يتعرض للتنمّر الإلكتروني أو في المدرسة، فاعتبر نفسك محظوظاً، لأن غالبية المراهقين والأطفال لا يعترفون أبداً لآبائهم بذلك، فيما تشير الإحصاءات إلى أنهم إن أخبروا شخصاً بالأمر، يكون هذا الشخص على الأرجح أحد أقرانهم أو أشقائهم. ننوه أيضاً بأن احتمال أن يبوح الذكور بالأمر عندما يتعرضون للتنمّر أقل مما هو عليه الحال لدى الإناث. بجانب التنمّر الإلكتروني، قد يكون هناك عدد كبير من الأسباب التي تجعل الشخص يتصرف بالطريقة التي يتصرف بها. تتمثل الخطوة الأولى في تحديد المشكلة، فكلما تم التعرف على النشاط مبكراً وتم وضعه قيد التمحيص، كلما كان ذلك أفضل. قد يتعين عليك أن تسأل طفلك ما إذا كان يتعرض للتنمّر أم لا، أو يمكنك أن تسأل المدرس، فهو يبقى دوماً الشخص الذي يتحمل مسؤولية إبلاغ المدرسة بهذه الحوادث، لأن المدرسة هي منشأ هذه المشكلة.
قد يكون تقييد استخدام التكنولوجيا إلى أبعد حد ممكن أفضل وسيلة وقائية، وهذا يتوقف على عمر الطفل أو المراهق. هناك كمية متزايدة من الدلائل التي تشير إلى أنه ينبغي أن لا يُسمح للأطفال دون سن السابعة الإفراط في استخدام أي جهاز تكنولوجي، فالحقيقة هي أن هذه الأجهزة تزيد احتمالات التعرض للتنمّر الإلكتروني، والفضاء الإلكتروني ببساطة ليس مكاناً يكون الطفل مستعداً للولوج إليه. زيادة على ذلك، قد تكون هناك آثار صحية متعددة تترتب على استخدام الأطفال والمراهقين لهذه الأنواع من الأجهزة التكنولوجية لفترات طويلة. وبسبب معدلات تنامي التكنولوجيا وظهور الأجهزة الرقمية في الآونة الأخيرة فقط، لا توجد دراسات مطوّلة أجريت حول عواقب الاستخدام المتواصل للهواتف الذكية وشبكات الواي فاي وأجهزة الآي باد وغيرها من أنواع التكنولوجيا، مما يعني أنه ينبغي تقييد استخدام الأطفال الصغار لمثل هذه الأجهزة بصورة كبيرة.
تشمل بدائل تقييد استخدام هذه الأجهزة بالكامل تقييد المواقع التي يُسمح للطفل أو المراهق مشاهدتها. يمكنك القيام بذلك على مستوى الشركة المزودة لخدمات الإنترنت، بمعنى أنه يجب على جميع الأجهزة التي تتصل بشبكة الانترنت من داخل منزلك اتباع القواعد الخاصة بها بشأن المواقع المحظورة. يشبه ذلك ما يحدث في الشركات التي تقوم باعتماد قوائم تضم المواقع المسموح بها وتضع قواعد تتعلق بتنزيل ملفات وتطبيقات معينة. إذا كنت بصدد شراء هاتف ذكي لطفلك، هناك عدد من تطبيقات الرقابة الأسرية التي يمكن تحميلها على الهاتف، ومن بينها تطبيق Keepers الذي يبلغ الوالدين بأي رسائل مشبوهة أو ضارة، كما يتضمن أداة تتبع تعرض موقع الطفل بصورة لحظية. من السهل جداً في الواقع تفعيل ضوابط لمنع الأطفال من الوصول إلى مواقع محددة. غير أن هناك عدداً من العوائق الفنية التي تحول دون ذلك. تشمل هذه الضوابط ما يلي:
- تفعيل ضوابط الرقابة العائلية على برامج ألعاب الفيديو. غالباً ما يتحدث اللاعبون ويتراسلون سوياً في ألعاب الفيديو. قم بإنشاء حساب لطفلك بهدف تقييد الأشخاص الذين يمكنه التحدث معهم ومراقبة محتوى الألعاب.
- التعرف على ضوابط الرقابة العائلية الخاصة بجميع مواقع التواصل الاجتماعي، بما في ذلك تويتر وفيسبوك وإنستجرام.
- الحرص على تثقيف أطفالك بهذه الضوابط. من السهل حجب المستخدمين الآخرين على مواقع التواصل الاجتماعي وأجهزة ألعاب الفيديو وحتى المكالمات الهاتفية. في حال شعر طفلك بأنه يتعرض للتنمّر الإلكتروني، أخبره بأن كل ما عليه فعله هو حجب ذلك الشخص ببساطة. كما يمكن حجب رسائل البريد الإلكتروني.
- في حال اختراق أحد الأشخاص لحساب طفلك وتظاهره بأنه طفلك، يمكنك تغيير كلمة المرور أو التواصل مع الموقع نفسه والإبلاغ عن هذا التصرف. تتميز معظم المواقع المعروفة بأنها مفيدة جداً عندما يتعلق الأمر بالمشاكل الأمنية.
عدا عن التنمّر الإلكتروني، قد يكون من المفضل وضع قواعد إرشادية للأطفال والشباب ينبغي اتباعها بصورة عامة أثناء استخدام التكنولوجيا. قد تشمل هذه القواعد الإرشادية معلومات حول تخزين كلمات المرور وتوخي الحذر بشأن الأشخاص الذين يتم التواصل معهم، ورفض قبول طلبات الصداقة من الغرباء، وعدم استخدام الهاتف في وقت متأخر من الليل أو أثناء القيادة أو عند القيام بمهام أخرى، وعدم الإفصاح عن عناوين البريد الإلكتروني أو تواريخ الميلاد أو الأسماء الشخصية أثناء الاتصال بشبكة الإنترنت أو خارجها. يفضل أيضاً أن يكون الآباء قدوة لأطفالهم ومراهقيهم، لأنهم غالباً ما يسيرون على خطى آبائهم ويحذون حذوهم. هذه العادات والأمثلة من شأنها أن تنطبع على شخصيتهم لبقية حياتهم، لذا يستحسن اتباع أفضل الممارسات منذ وقت مبكر لتجنب أي حوادث تقع لاحقاً.
استخدام شبكة افتراضية خاصة (VPN) هو من أفضل الطرق الكفيلة بضمان الحماية الإلكترونية للطفل أو المراهق. أصبح تثبيت هذه الشبكات الافتراضية الخاصة في الوقت الراهن سهلاً ورخيصاً جداً، وما تقوم به الشبكات الافتراضية هو تشفير حركة البيانات عبر شبكة الانترنت، لكي لا يتسنى للقراصنة التجسس على الطفل أو الطالب أثناء اتصاله بالإنترنت، كما تُخفي المعلومات عن مزودي خدمات الإنترنت لكي لا يتسنى لهم جمع بياناتهم وبيعها للشركات التجارية، فضلاً عن أنها تخفي البيانات عن المواقع التي تحاول جمع البيانات الخاصة بجميع الأنشطة التي تتم على شبكة الإنترنت. في الوقت الحالي، هناك باقة متنوعة من خيارات الشبكات الافتراضية المتاحة للعملاء، وجميعها تتضمن إعدادات يمكن تعديلها لتحقيق أقصى مستويات الحماية. من المرجح أن تعليم الطفل كيفية استخدام الشبكات الافتراضية الخاصة يعد من أهم الأشياء التي يتعرف عليها عندما يتعلق الأمر بالأمن على شبكة الإنترنت، وهذه الشبكات هي تكنولوجيا ستساعدهم لسنوات طويلة قادمة. وقد أشار خبراء الأمن إليها باعتبارها وسيلة من أفضل وسائل السلامة الإلكترونية وحماية سرية الهوية. تشمل الشبكات الافتراضية الخاصة ذات الجودة الممتازة شبكات منها IPVanish و ExpressVPN و NordVPN والكثير من الشبكات الأخرى.
ماذا عليك فعله إن تعرض طفلك للتنمّر الإلكتروني
فيما يلي دليل للآباء الذين هم بحاجة لما يضمن سلامة أطفالهم في حال تعرضهم للتنمّر الإلكتروني. إذا كان الطفل يتعرف للتنمّر الإلكتروني أصلاً، لا تكون هذه التدابير فعالة جداً. بالطبع قد يُفضل إبعاد الأجهزة أو منع الوصول إلى مواقع التواصل الاجتماعي التي تحدث فيها الحوادث المضرة، ما يعني أنه يمكن اتخاذ تلك الخطوات كخطوات إضافية.
لكن عندما يكون التنمّر الإلكتروني متواصلاً، فمن الواضح أن الخطوة الأولى تتمثل في التحدث مع الطفل للتأكد من أن حالته على ما يرام عقلياً وعاطفياً وجسدياً. هناك نماذج عديدة يمكن اتباعها، وقد يفضل أخذ الطفل أو المراهق إلى الخارج للانخراط في نشاط ممتع، ففي هذه الحالة يكون أكثر قابلية للبوح بما يجول بداخله، ومن المهم الوصول إلى جوهر وطبيعة التنمّر الإلكتروني ذاته. يمكنك أيضاً إعطاء المشورة لطفلك وإخباره بأنه لا بأس في أن يدافع عن نفسه في حال استمرار الوضع على ما هو عليه. والأهم من هذا وذاك، عليك إخباره بضرورة عدم التردد في الإبلاغ عن التنمّر الإلكتروني فور وقوعه. في بعض الحالات، قد يستحسن إيقاف الطفل عن الدراسة لبضعة أيام. ويبقى التنمّر التقليدي والتنمّر الإلكتروني حالات ذات طابع فردي للغاية، وينبغي على الآباء والأطفال والمدرسين العمل سوياً لإيجاد أنجع الحلول.
بعد أن تقوم بجمع أكبر قدر ممكن من المعلومات، يفضل التحدث مع المدرس لأجل فهم الوضع بصورة أفضل. يمكنك أيضاً التحدث مع والد الطفل المعني بالأمر والتفاهم معه. هذه خطوة مهمة للغاية، لأنه ينبغي أن يكون والد الطفل المتنمّر على علم بما يفعله طفله، كما أن منع والد الطفل المتنمّر ابنه أو بنته من استخدام وسائل التكنولوجيا الرقمية أكثر فاعلية بكثير من منع الضحية عن استخدام هذه الوسائل، فهذا يمنع قدرة المتنمّر على مواصلة هذه الأنشطة. في حال عدم إبداء المدرس و/أو الوالد أي تعاون في إيجاد حل للمشكلة، يصبح البديل الوحيد الانتقال إلى مدرسة مختلفة.
يضاف إلى ذلك أنه يمكن إزالة الطفل المتنمّر عن مواقع التواصل الاجتماعي كصديق أو جهة اتصال، علماً أن جميع المواقع توفر خيار حجب جهات الاتصال، بما في ذلك خدمات البريد الإلكتروني. إذا لم تكن تحصل على أي مساعدة من جهة المدرس أو الوالد في ما يخص إيجاد حل للمشكلة، فليس هناك الكثير مما يمكن فعله، لأن المدرسة هي المصدر الذي ينشأ فيه التنمّر الإلكتروني. لا يتجاوز عدد الحوادث التي يصل ضررها على سلامة الطفل ورفاهيته ضرر التنمّر الإلكتروني أصابع اليد الواحدة، ما يعني أن قراراً كتغيير المدرسة يعتبر أفضل بكثير من السماح باستمرار المشكلة.
هناك بعض المعلومات التي يمكنك مشاركتها مع طفلك في حال تعرضه للتنمّر، وأولها أن تعلمه بأن التنمّر أمر شائع ويحدث لشتى الأشخاص. عليك أيضاً أن ترسخ لدى الطفل أو المراهق أنه ليس مذنباً في ما يحدث له وأن هناك عدداً من الموارد المتاحة له لمساعدته إن رغب في الحصول على المساعدة. تشير التقارير إلى أنه لو اعتقد الطفل أنه مسؤول عما يحدث له، فمن المرجح أن الأمر سيتكرر مرة أخرى وأن ثقة الطفل بنفسه ستتضاءل. من المهم أيضاً أن تكون صريحاً وشفافاً مع طفلك قدر استطاعتك. إذا كنت تنوي الترتيب للقاء مع القائمين على المدرسة وعلم الطفل بالأمر بعدئذ، فقد يؤدي ذلك إلى شعوره بالتهميش.
يقول الأشخاص الذين يقعون ضحية التنمّر إن مجرد الإصغاء إليهم من قبل الآخرين يسهم في مساعدتهم، فوجود أذانٍ صاغية تستمع لشكواهم تتيح لهم التنفيس عن المشاعر الحبيسة داخلهم التي قد تجعلهم مكتئبين وغير سعداء للغاية. كما يفضل أن يرسخ ولي الأمر لدى الطفل أن هذه التجربة قد علمته شيئاً مفيداً وأنه بات أقوى مما كان عليه نتيجة لذلك.
تذكر حفظ وتوثيق جميع الأدلة أينما أمكن ذلك، فالتوثيق ميزة يتميز بها التنمّر الإلكتروني عن التنمّر الجسدي، إذ يمكن عرض الدليل على المدرس ووالد الطفل الجاني. قد يكون من الصعب جداً معرفة ما يجري على وجه الدقة، وذلك لأنه من المرجح أن يكون هناك اختلاف شاسع بين وجهتي النظر لدى الطفلين المعنيين، فاحرص على التقاط صور بواسطة هاتفك أو جهازك الذكي واحفظ جميع البيانات في ملف آمن، فهذه العملية أشبه ما تكون بما يقوم به رجال الشرطة أثناء جمع معلومات جنائية. غير أنه ينبغي تذكر أن الغاية من هذه العملية ليست الحصول على “العدالة” من خلال “معاقبة” الطفل الآخر، بل كل ما في الأمر هو السعي لحل النزاع بدلاً من إيقاع تدابير عقابية على “مخالفين”.
ورغم أنه قد يبدو أن من الأجدر حجب جميع الحسابات ببساطة وإبعاد الهاتف عن الطفل أو المراهق في مسعى للوقاية من التنمّر الإلكتروني، إلا أن هذا الأمر ليس الحل المناسب في معظم الحالات. بداية، يعتبر ذلك بمثابة عقاب للطفل أو المراهق رغم أنه لم يرتكب أي خطأ، وبعدئذ سيتسائل الطفل أو المراهق السبب وراء معاقبته رغم أنه ليس مخطئاً، مما سيسهم في ترسيخ هذه الفكرة لديه.
علاوة على ذلك، من المحتمل أن هذا التصرف لن يجدي نفعاً، وذلك بالنظر إلى أن التكنولوجيا منتشرة في كل مكان. ثالثاً، عندما يُحظر استخدام قناة معينة من قنوات التواصل الاجتماعي، فإن المشكلة ستنتقل إلى مكان آخر ببساطة، لذا ينبغي التعامل مع جوهر المشكلة، لأنها لن تختفي إن تم تجاهلها، فضلاً عن أن تجاهل المشاكل ليس مثالاً جيداً يُقدم للأطفال والمراهقين.
يضاف إلى ذلك أن التسرع ليس محموداً على الإطلاق، لأن الطفل “المتنمّر” الذي نشر التعليق قد يكون نفسه في واقع الأمر ضحية تنمّر جسدي في المدرسة. لهذا السبب، يفضل دوماً إيضاح الأمور مسبقاً والحرص على الشفافية قدر الإمكان، وهو ما يضع الآباء والمدرسين والطفلين المعنيين في صورة ما يحدث.
قد يكون من المفيد أيضاً فهم بعض الأساليب الإصلاحية التي حددتها الدراسات باعتبارها الأساليب الأكثر نجاعة في الوقاية من التنمّر العادي والتنمّر الإلكتروني والحد منهما. تشير إحدى هذه الإحصاءات إلى أن 57% من حالات التنمّر الإلكتروني تتوقف في الواقع عندما يتدخل أحد الأقران بالنيابة عن الطالب. لذا قد يكون الحرص على وجود شبكة من الأصدقاء لدى الطفل يمكنه الاعتماد عليها خطوة وقائية مفيدة. في الكثير من الحالات، قد يُنظر إلى تعرض طفل معين للتنمّر على أنه شيء معتاد، وبالتالي قد يتخوف الأطفال الذين يرفضون المشاركة في التنمّر الجماعي من أن يُنظر إليهم كغرباء، وهو ما يخلق دوامة، لكن كل ما يلزم لكسر هذه الدوامة هو وجود طالب واحد يرفض المشاركة ويظهر للآخرين أن التنمّر ليس تصرفاً رائجاً. ينظر ضحايا التنمّر إلى التصرفات التي يقوم بها أقرانهم على أنها أكثر عوناً في تصحيح الوضع من تدخل أحد المدرسين أو البالغين، وحتى من التصرفات الذاتية. إن قام أقران الضحية بالإصغاء إليه أو ساعدوه في الهروب أو تحدثوا إليه أو أمضوا معه بعض الوقت أو صرفوا انتباهه عن المشكلة أو أخبروا أحد البالغين أو طلبوا من الجاني التوقف عن فعلته، يكون ذلك مفيداً جداً في نظر الضحية. تشير جميع الأبحاث إلى أن أسوأ آثار التنمّر هي أن يعتبر الضحية نفسه وحيداً بصورة أو بأخرى، وأي تصرف يقوم به أحد الأقران من شأنه المساعدة بصورة كبيرة في تصحيح هذه الصورة عن الذات باعتبارها وحيدة ومعزولة. كما أن التصرفات التي تستهدف دفع المتنمّر نحو تغيير سلوكه تكون أقل فاعلية من تدخل الأٌقران أو البالغين.
وإلى جانب تدخل أحد الأقران، الذي يصعب جداً الترتيب له كوسيلة دفاعية في وجه التنمّر، يمكن أن تسهم أنظمة التدخل المدرسي في خفض معدلات التنمّر بما يصل إلى 20-23% في المائة، لذا في حال عدم وجود نظام كهذا في مدرسة طفلك، عليك التعبير بقوة عن مخاوفك والبدء في المطالبة بإنشاء نظام كهذا. إذا كنت تعتقد أن عواقب وخيمة قد حدثت نتيجة للتنمّر الإلكتروني أو التنمّر التقليدي، هناك عدد من الخدمات المتوفرة للأطفال والمراهقين على شكل مراكز لتقديم المساعدة وتوفير الاستشارات.
آثار التنمّر
ثبت بوضوح أن التنمّر التقليدي والتنمّر الإلكتروني لهما عدد من الآثار الصحية السلبية على السلامة العاطفية والعقلية للشخص المعني، فالطلبة الذين يتعرضون للتنمّر يحصلون على درجات سيئة في المدرسة، وهم معرضون للإصابة بالقلق وصعوبات النوم والاكتئاب بصورة أكبر. كما أنهم معرضون بشكل أكبر لخطر الإصابة بالاضطرابات العقلية والسلوكية، ومعظمهم يقولون إن التنمّر له أثر سلبي على شعور الضحايا تجاه أنفسهم. كما أنه من المرجح أن علاقاتهم ستتأثر سلباً نتيجة لذلك، وهم معرضون للإصابة بنتائج صحية سلبية. هناك علاقة مثبتة ومهمة بين التعرض للتنمّر والاضطرابات النفسية الجسمية. الأمر المثير للاهتمام هو أن الدراسات قد أثبتت أن مشاهدة التنمّر بحد ذاتها تترك أثاراً صحية سلبية على من يشاهدونه.
الفئات المعرضة للتنمّر
كما سبق أن ذكرنا، عادة ما يكون ضحايا التنمّر أشخاصاً يُنظر إليهم على أنهم مختلفون عن الآخرين بطريقة ما. ومع أن التنمّر غالباً ما يكون حدثاً فردياً، إلا أن هناك بعض المجموعات المعرضة أكثر من غيرها للتنمّر. هناك مجموعة معينة تتميز عن المجموعات الأخرى، وهي فئة المثليين ومزدوجي الميل الجنسي، وفي الواقع تصل احتمالات تعرض هذه الفئة للتنمّر إلى الضعف مقارنة بالفئات الأخرى. تشمل المجموعات الأخرى المعرضة للتنمّر فئة الشباب من ذوي الاحتياجات الخاصة أو ذوي الإعاقات التعليمية. يُنصح الآباء بتوخي قدر أكبر من الحذر إذا كان أطفالهم ينتمون إلي فئة من هذه الفئات، واتخاذ احتياطات إضافية للحيولة دون التنمّر الإلكتروني وتشجيع الترابط الاجتماعي مع الأطفال الآخرين أينما أمكن. ورغم أن هذه الفئات معرضة للتنمّر بشكل أكبر من غيرها، إلا أن التنمّر الإلكتروني قد يحدث بغض النظر عن شخصية الفرد، إذ يمكن أن يطال التنمّر الإلكتروني الأشخاص الخجولين أو الواثقين أو الفائزين بمسابقات الجمال أو المشاهير أو البدناء أو النحفاء جميعاً.
جدير بالذكر أن التنمّر ليس محصوراً على الأطفال والمراهقين، فقد أوضح استبيان أجري في عام 2014 في الولايات المتحدة أن 27% من الموظفين الأمريكيين أعربوا عن تعرضهم للتنمّر في مكان العمل، رغم أن البالغين أقل عرضة للتنمّر الإلكتروني بعد تعرضهم للتنمّر في مكان العمل لأسباب مختلفة.
دليل التنمّر الإلكتروني للآباء – ملخص الوقاية
فيما يلي قائمة تضم الخطوات اللازمة من أجل الحد من التنمّر الإلكتروني.
- بالنسبة للأطفال، احرص على تقييد إمكانية الوصول إلى جميع أنواع الأجهزة التكنولوجية لأطول وقت ممكن. من المحتمل أن تكون لهذه الأجهزة آثار صحية سلبية ليست معروفة بصورة شائعة.
- قم بتفعيل آلية الرقابة العائلية على جميع الأجهزة وحدد الأوقات التي يمكن فيها استخدام الأجهزة. كن منتبهاً لما يشاهده أطفالك في ألعاب الفيديو. ينبغي حجب المواقع الإباحية عن شبكة الإنترنت داخل منزلك.
- تأكد من وجود شبكة أصدقاء لدى طفلك يمكنه الاعتماد عليها، وأن تكون له علاقات اجتماعية وطيدة. يمكن تحقيق ذلك عن طريق تخصيص مواعيد لممارسة الألعاب أو الرياضة أو أي نشاط آخر، ومن شأن هذا الأمر أن يكون أداة فعالة للغاية في الوقاية من التنمّر الإلكتروني نظراً لكونه يقلل احتمالات أن ينظر الطفل إلى نفسه على أنه شخص مختلف، وذلك لمشاركته في نشاط لا يكون فيه الجميع سوى لاعبين متساوين. كما أنه سيؤدي إلى زيادة احتمالات تدخل الآخرين في حال تعرض الطفل للتنمّر الإلكتروني أو التقليدي، وهذا يتماشى مع ما أثبتته الغالبية العظمى من الأبحاث المتوفرة.
- اطلب من المدرسة معرفة تدابير الوقاية من التنمّر الإلكتروني المتوفرة فيها، وفي حال عدم وجود مثل هذه التدابير، اسأل عن السبب.
دليل التنمّر الإلكتروني للآباء – الخلاصة
إذا كان طفلك يتعرض للتنمّر الإلكتروني، يمكنك اتباع الخطوات التالية.
- تحدث مع طفلك وامنحه بعض الاهتمام الإضافي. تذكر إخباره بأنه ليس مخطئاً.
- استمع إلى طفلك لفهم الوضع، فقد أوضح الأطفال والمراهقون أن الإصغاء إليهم هو الأكثر عوناً بالنسبة لهم. وكلما ازداد عدد الأشخاص الذين يمكنهم التحدث معهم، كلما كان ذلك أفضل.
- حاول جمع أكبر قدر ممكن من المعلومات وبعدها تحدث مع المدرسين والآباء. لا تتصرف بقسوة، بل حاول فهم الوضع بصورة أفضل. بعد النظر في الوضع، من المرجح أنه سيتم حل المشكلة.
- دع بضعة أسابيع تمر لكي يتم حل الأمور. في حالات نادرة، يتضح أن المدرس ووالد الطفل المتنمّر لا يقدمون المساعدة. إذا كان الأمر كذلك، قد يكون نقل الطفل إلى مدرسة مختلفة الخيار الوحيد، مع الحرص على حل المشكلة عبر اتباع نهج ودي يقوم على روح المبادرة، فلا تنسى أن هناك قلة قليلة من الأشياء التي تضاهي التنمّر في الضرر الذي يلحقه بصحة الطفل وسلامته.
الحل للتنمّر الإلكتروني
في عالم باتت تسوده التكنولوجيا الرقمية شيئاً فشيئاً، أصبح الآباء وأولياء الأمور يتحملون مسؤولية مضاعفة تجاه ضرورة عدم الإغفال عن مخاطرها المحدقة. هذا يعني اتباع نهج استباقي وتقييد إمكانية الوصول إلى الأجهزة وفرض رقابة عائلية مشددة على جميع وسائل التكنولوجيا، بناءً على عمر الطفل أو الطالب وشخصيته. يمكن فرض قيود على إمكانية الوصول إلى الأجهزة، بل إن فرض هذه القيود أمر ضروري، إلى جانب تحديد أوقات يُسمح فيها باستخدامها ومراقبة ما يشاهده الطفل أو المراهق وما لا يشاهده. لا داعي للاكتفاء بالجلوس وترك الأطفال والطلبة يعيشون حياتهم في عالم رقمي بحجة أن التكنولوجيا باتت شائعة.
لكن يبقى النهج الأفضل التعاون المباشر والتفاعلي بين أولياء الأمور سواءً من جهة الضحية أم المتنمّر، على أن تقوم المدرسة بدور الوسيط. كما تكتسب العلاقات الاجتماعية المتينة أهمية قصوى في أي مجتمع، فضلاً عن دورها الحيوي في التنشئة العقلية والعاطفية السليمة للأفراد ضمن هذا المجتمع.
اترك تعليقًا
إلغاء